کد مطلب:266692 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:221

اعتماد شیوخ المعتزلة علی هذه الطریقة
وممّا یبیّن صحّة / [1] هذه الطریقة ویوضّحها: أنّ الشیوخ كلّهم لمّا عولوا- فی إبطال ما تدّعیه الیهود: من تأبید شرعهم و أنّه لا یُنسخ ما دام اللیل والنهار، علی ما یرونه، ویدّعون: أنّ موسی (علیه السلام) قال: «إنّ شریعته لا تنسخ» - علی أنّ نبیّنا علیه وآله أفضل الصلاة والسلام - وقد قامت دلائل نبوّته، ووضحت بیّنات صدقه - أكذبهم فی هذه الروایة، وذكر أنّ شرعه ناسخٌ لكلٌ شریعة تقدّّمته.

سألوا [2] نفوسهم - للیهود - فقالوا: أیّ فرق بین أن تجعلوا دلیل النبوّة مبطلأ لخبرنا فی نفی النسخ للشرع، وبین أن نجعل صحّة الخبر بتأبید الشرع، وأنّه لا ینسخ، قاضیاً علی بطلان النبوّة؟!

ولم تنقلوننا عن الكلام فی الخبر وطرق صحّته إلی الكلام فی معجز النبوّة، ولم یجز أن تنقلكم عن الكلام فی النبوّة ومعجزها إلی الكلام فی الخبر وصحّته؟!

أوَ لیس كلّ واحد من الأمرین إذا ثبت قضی علی صاحبه؟!

فأجابوهم عن هذا السؤال بـ: أن الكلام فی معجز النبوّة أولی من الكلام فی طریق صحّة الخبر؛ لأن المعجز معلوم وجوده ضرورةً وهو القرآن، ومعلوم صفته فی الإعجاز بطریق عقلی لا یمكن دخول الاحتمال فیه والتجاذب والتنازع.



[ صفحه 49]



ولیس كذلك الخبر الذی تدّعونه؛ لأنّ صحّته تستند إلی أمور غیر معلومة ولا ظاهرة ولا طریق إلی علمها؛ لأنّ الكثرة التی لا یجوز علیهم التواطؤ لابدٌ من إثباتهم فی روایة هذا الخبر، فی أصله وفرعه، وفیما بیننا وبین موسی (علیه السلام)، حتی یُقطع علی أنهم ما انقرضوا فی وقت من الأوقات ولا قلّوا، وهذا مع بعد العهد وتراخی الزمان محالٌ إدراكه والعلم بصحّته.

قضوا [3] حینئذٍ علی أنّ الكلام فی معجز النبوّة - حتی إذا صحّ، قطع به علی بطلان الخبر - أولی من الكلام فی الخبر والتشاغل به.


[1] إلي هنا ينتهي السقط في «ب».

[2] هذا متعلّق بجملة: «لمّا عوّلوا...» المارّة انفاً.

[3] جواب جملة: «لمّا عوّلوا...» المارّة انفاً.